الإرث الممزق لجماعة بوكو حرام: التداعيات والتوصيات
بدأ في المنطقة المضطربة من شمال شرق نيجيريا - المتمركزة في ولاية بورنو على الحدود مع الكاميرون وتشاد والنيجر - صراعٌ جديد على السلطة في التشكل، فبعد عامين من انتحار زعيم جماعة بوكو حرام، أبو بكر شيكاو، لا تزال الفصائل الجهادية المتنافسة المنحدرة من تمرد بوكو حرام تكافح من أجل السيطرة.
إن الصراع الذي يوصف بأنه “حرب داخل حرب"، مستمر منذ عام 2009 عندما أعلنت بوكو حرام عن تمردها ضد الدولة النيجيرية. واشتد الصراع على السلطة بعد وفاة أبو بكر شيكاو في عام 2021، وهو الذي اشتهر بأساليبه الوحشية، فقد أكسبته أفعاله - مثل الاختطاف الشائن عام 2014 لأكثر من 200 تلميذة من بلدة شيبوك - شهرة دولية.
ما يلي نص المقال الذي قمت بكتابته، وهو مقتبس من أسئلة وأجوبة قامت بها منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” لشرح التداعيات وتقديم التوصيات بشأن جماعة بوكو حرام:
لقد أدى موت أبو بكر شيكاو إلى فراغ في السلطة وصراع متصاعد بين الفصائل الجهادية، لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP) وجماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (JAS)، وجماعة بوكو حرام.
إن المنطقة الشمالية الشرقية من نيجيريا تعاني أزمة طويلة الأمد - النزاع المسلح والنزوح الجماعي والاحتياجات الإنسانية الشديدة - فمنذ وفاة زعيم بوكو حرام، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حيث زاد الصراع على السلطة بين الفصائل الجهادية من زعزعة الاستقرار في المنطقة. ولا يزال النزوح والأزمات الإنسانية مستمرين، فوفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد نزح ما يقدر بنحو 2.4 مليون شخص بسبب عدم الاستقرار في شمال شرق نيجيريا، كما أدى النزوح وعمليات الترحيل إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، حيث يُتوقع أن يحتاج ما يقرب من 1.9 مليون شخص في ولاية بورنو إلى مساعدات غذائية. ولقراءة المزيد عن الأزمة اضغط هنا.
تطرح المقالة المعنونة “احتدام القتال بين فصائل جماعة بوكو حرام” الفرص والتحديات لجهود بناء السلام الإقليمي، بما في ذلك جهود مجموعة الأزمات الدولية - وهي منظمة مستقلة مكرسة لمنع الحروب وصياغة السياسات التي تعزز لعالم أكثر سلامًا.
لم يقدم الرئيس المنتخب حديثًا، بولا تينوبو، توصياتٍ كثيرة حول كيفية معالجة عدم الاستقرار في الشمال الشرقي. ومع ذلك، قد يضمن نائب الرئيس المنتخب، كاشم شيتيما، الحاكم السابق لولاية بورنو، أن تحافظ الحكومة الجديدة على تركيزها على الشمال الشرقي من البلاد.
تتطلب معالجة هذه المشكلة استراتيجية من أربعة محاور:
- الاهتمام المستمر: يجب ألا تفقد السلطات النيجيرية الجديدة اهتمامها بالشمال الشرقي. كما يجب تفادي الإعلانات المبكرة عن انهيار الجهاديين، وأن الرهان على استمرار الاقتتال بين الفصائل لحل القضية هو أمر غير حكيم. كما يجب أن تظل قضايا المنطقة على رأس أولويات الحكومة الجديدة.
- استمرار السياسات الواعدة: يجب مواصلة الجهود الرامية إلى إعادة إدماج المنشقين (المقصد: برنامج إعادة دمج الجهاديين المنشقين في المجتمع)، حتى وإن ظلت مثيرة للجدل. قد تتطلب هذه البرامج المزيد من الموارد للتعامل مع آلاف الهاربين، لكنها أظهرت نتائج واعدة.
- الحذر مع المليشيات المدنية: في حين تحققت مكاسب في بعض الأماكن، إلا أن تشكيل ميليشيات مدنية للقتال إلى جانب الجيش يتطلب رقابة جادة، حيث أدت إلى نتائج عكسية في بعض المناطق.
- المفاوضات وتقديم الخدمات: الوسائل العسكرية وحدها لن تقدم الإجابات على التحديات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تواجهها المنطقة.
إرث بوكو حرام الوحشي وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا
أدى نهج بوكو حرام الوحشي إلى حدوث انقسام داخل الجماعة في عام 2016 عندما انفصل بعض المسلحين الذين ينتقدون العنف المفرط لشيكاو ضد المدنيين، ليشكلوا تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا (ISWAP). وتأسس الفصيل في المناطق الحدودية، حيث قام ببناء القوات وتجهيز الموارد، كما جذب الأتباع من خلال نهج أكثر اعتدالًا.
الصراع الجهادي الداخلي: الكفاح من أجل الهيمنة
في تحول دراماتيكي للأحداث، حاصر تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا في عام 2021 زعيم جماعة بوكو حرام في محاولة لتوحيد القوات الجهادية. محاطًا بأعدائه عرض عليه خيار الاستسلام، لكن شيكاو اختار الموت، وفجر حزامه الناسف. تركت تداعيات وفاته فراغًا، حيث تقاتل الفصائل الجهادية من أجل السيطرة وإضافة طبقة جديدة إلى صراعات المنطقة المعقدة.
كان الوضع منذ وفاة شيكاو مأساويًا. يعيش المدنيون في خوف دائم مع تزايد النزوح، بسبب الصراع الجهادي المستمر. أفادت وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن 2.4 مليون شخص قد نزحوا نتيجة عدم الاستقرار في شمال شرق نيجيريا.
آفاق المستقبل
مستقبل المنطقة غير مؤكد، مع وجود العديد من المسارات المحتملة للصراع. هناك بوادر إيجابية، مع انخفاض عدد الهجمات على المدنيين والقوات الحكومية بشكل ملحوظ. ومع ذلك، فإن هذا الانخفاض يرجع على الأرجح إلى تركيز الجهاديين على صراعهم الداخلي على السلطة، حيث قتل مئات المقاتلين في حرب الفصائل، وقد يؤدي استمرار الصراع داخل صفوف الجهاديين إلى مزيد من الانشقاقات. شهدت نيجيريا نجاحًا في البرامج المصممة لإعادة دمج الجهاديين المنشقين في المجتمع، وسيكون الحفاظ على مثل هذه البرامج وتوسيعها ضروريًا لتوفير مسار مستدام للخروج من “التشدد” بالنسبة لهؤلاء المقاتلين.
تحدي الحكومة الجديدة
مع تبلور إدارة الرئيس المنتخب بولا تينوبو في أعقاب انتخابات فبراير 2023 ، ستتطلب التحديات في شمال شرق نيجيريا اهتمامه. فمن خلال حملته الانتخابية، قدم الرئيس بولا تينوبو القليل من التبصر في كيفية تعامل إدارته مع عدم الاستقرار في المنطقة.
انتهى